قوت القلوب بقلم سلمى سمير
أقنع أهله وبالذات أخوه يدرس في القاهرة.
محطة سوهاج مساء اليوم الأول
يلا تعالي معايا.
على فين
على البيت
رجعت خطوة لورا لأ. مش هينفع.
مټخافيش صدقيني
أنا عارفة إنك عايز تساعدني لكن مش هينفع صاحبتي عارفة معاد وصول القطر دلوقتي تيجي.
ولو مجتش
أنا هسأل
لا لا مش هقدر أسيبك هنا لوحدك أكيد يلا اركبي
كانت عربية وصلت ووقفت قدامه ونزل منها سواق وفتحله الباب رجعت خطوة تانية ل ورا وأنا ببص للعربية وببص لملامح وشه الهادية واللي مفيهاش أي شړ ولا خبث!
حط ايديه في شنطته وطلع قلم قرب عليا ومسك إيدي وبدأ يكتب رقم
دا رقمي. كلميني في أي وقت وأنا هجيلك حتى لو كنتي فين
إلا صحيح أنا لسه معرفتش إسمك!
ياقوت
ابتسم أنا مبسوط أن الصدفة جمعتني بيكي النهاردة يا ياقوت.
ركب العربية ومشي وأنا وقفت قدام المحطة بصيت على العربية وهي ماشية وبصيت على رقمه اللي على إيدي وابتسمت من غير ما أحس بس إيه دا أنا حتى معرفش اسمه إيه!
قدامي تاني ونزل منها وهو بيقولي اركبي. اتفاجأت أنه رجع تاني وحاولت أرفض لكنه أصر ف ركبت. ركبت وأنا حاسة أن القدر بيعمل كل دا معايا علشان حاجة هو لوحده عارفها بصيت عليه وهو قاعد جنبي وقريب أنا كمان هعرفها!
اممم اسمك يونس
إزيك يا عم عز!
رد وهو بيبص عليا في نعمة يا بيه.
أخدني ووقفنا في جنب ياقوت أنا مش هقدر أدخل عليهم البيت ببنت في وقت زي دا. أنا مرضيتش أخدك مكان تاني علشان مټخافيش مني فجبتك بيت العيلة علشان تطمني ليا أنا هخلي مرات عم عز توضبلك الأوضة اللي في الجنينة. هتقعدي فيها بس لحد الصبح.
تعبك راحة يا ياقوت.
أخدني وراح تاني ل عم عز وقاله يوضب الأوضة اللي في الجنينة. معداش وقت كتير ودخلت الأوضة كانت جميلة جدا والأهم أنها قريبة منه!
قدام الأوضة
هبعتلك كل حاجة ممكن تحتاجيها للصبح.
كفاية عليك لحد كدا أنت محتاج ترتاح وتسلم على أهلك أنا أخرتك عليهم
أنا مش عارفة أقولك إيه بجد شكرا
متقوليش حاجة دا واجبي. يلا تصبحي على خير.
وأنت من أهله.
استنى لما دخلت وقفلت الباب وراه وقفت ورا الباب وابتسمت. الغريب في الموضوع الصدفة اللي حصلت وحطته في طريقي وإني مرتاحة مش خاېفة. إحساس أول مرة أحسه من فترة طويلة إني أكون مطمنة للي جاي!
رجعت خطوة ل ورا وأنا ببص على هيئته كان طويل ولابس عباية عينيه سودة وتربك من كت ما هي قاسېة. جسمي ارتعش أول ما اتكلم بصوته الحاد!
أنتي مين
أنا. أنا. أنا
محستش بحاجة غير أني بيغمى عليا وبقع على الأرض بعدها مكنتش دارية بأي حاجة أول ما فوقت فتحت عيني واحدة واحدة كانت الرؤية ضبابية بالنسبة لي لكني أول ما لقيته قدامي جسمي انتفض وقومت بسرعة.
إيه دا! أنا فين
اللهم ما طولك يا روح.
بدأت أعيط أنا عايزة يونس
وه يونس أخوي
أنت أخوه
انطجي تعرفي يونس كيف وإيه اللي چابك السرايا في الوقت المتأخر ديه!
معرفتش أرد ف صوت عياطي زاد أكتر. سابني ووقف عن السلم ونادي بأعلى صوت عنده يونس. يونس
بصلي من بعيد تاني. عيني جت في عينيه كانت نظرته حادة ومليانة شړ بعد ثواني كان يونس نزل جري على السلم وبعده ست كبيرة طلعت من أوضة في الدور الأول في السرايا وبعد كدا كل اللي في البيت طلع.
مين دي يا يونس أنا مسفرك مصر تتعلم ولا ترچعلنا ومعاك بنات من البندر.
اهدى بس يا أخوي تعالى بس معايا أنا هفهمك.
أخده وطلع برا وهو طالع بصلي بنظرة تهديني بدأت أهدي وعياطي يهدأ في الوقت اللي لقيت الست الكبيرة بتقرب مني.
أنتي مين
كان باين عليها الطيبة والملامح الهادية كانت تشبه كتير ليونس فترجمت أنها أكيد مامتهم.
طب اهدي اعمليلها يا أم محمد لمون يهدي أعصابها.
تعالي يا بنتي اجعدي أنتي تعرفي يونس
شاورتلها برأسي ب آه من غير ما أتكلم ف كملت كلامها عرفتيه كيف
كان راكب معايا في القطر تليفوني وقع وأنا معرفش عنوان الناس اللي أنا رايحالهم قالي أن أخوه الكبير عنده معارف كتير وهيقدر يوصلني ليهم فجيت معاه وقعدت في الأوضة اللي برا ولما صحيت أصلي الفجر مكنتش أعرف قبلة الصلاة فطلعت أدور على عم عز يقولي القبلة فخبطت في. فيه ف خۏفت أغمى عليا. بس أنا خلاص همشي مش عايزة منه حاجة خلاص.
كنت بتنهد مع كل كلمة بقولها ف ضحكت في الوقت اللي جه في العصير فأخدته وحطته
في أيدي طب خدي اشربي. تلاجي دمك نشف.
مسكته من إيديها وبدأت أشرب واحدة واحدة ف كملت كلامها أنا لولا إني عارفة يونس ولدي زين كنت فكرت فيكي عفش لكن عينيكي بتقول غير إكديه.
طبطت على إيدي ياسين صعب شوية لكن جلبه طيب وهيساعدك ودلوجت تجولي ماما كريمة جالت.
ابتسمت بتوتر في نفس الوقت اللي دخل فيه ويونس وراه العصبية في اللي عينيه لانت شوية لكن نظرته لسه قاسېة.
وجهلي الكلام وصاحبتك دي اسمها إيه بالكامل
قومت وقفت واتكلمت بسرعة حسناء. حسناء محمد الدهشوري.
تجدري تروحي تجعدي في أوضة الچنينة ولو عايزة تجعدي اهنيه في السرايا كيف ما تحبي.
بصيت ليونس فلقيته بيطمني أكتر بعينيه كأن عيونه بتقولي مش قولتلك اطمني!
ش. شكرا.
استأذنت وطلعت بخطوات سريعة من السرايا مسافة ما طلعت لقيت نفسي بجري على الأوضة وبقفل الباب ورايا وبنام. طول عمري لما كان بيحصل خناقة مع مرات عمي أو عمي كنت أجري على أوضتي واقفل الباب وأنام كنت بحاول أهرب من الواقع اللي أنا عايشة فيه
لكن المرة دي بهرب من إيه! يمكن من عيونه! كل ما أغمض عيني مش شايفة غيره!
صباح اليوم التاني
الست كريمة بعتاني علشان تيچي تفطري معاهم.
لو سمحتي ممكن تقوليلهم مليش نفس.
مينفعش طالما الست كريمة جالت كلمة يبجى لازم تتنفذ.
حاضر
قومت ومشيت وراها وأنا موطية
في الأرض كنت مكسوفة الوضع جديد عليا موجودة في بيت ناس معرفهومش تبع شخص أول مرة أشوفه كان امبارح وشخص تاني مش طايق وجودي.
صباح الخير
صباح النور